الجمعة، 18 يونيو 2010



حــيــــاة الإنــســـــان

في بحث الإنسان عن سعادته طرائق كثيرة، منها المال، الزواج، السفر، والمتعة بكافة أشكالها، فهل تتوقف التعاسة عند تحقيق الإنسان لأهدافه؟ خاصة من خلال نظر المنظرين الذين يرون الأمور دائماً بشكل أوسع!! حين يقولون: إن هذه الأهداف ليست إلا مجرد ماديات بسيطة، يستطيع أن يحققها أي إنسان يمتلك عزيمة صادقة ونية طيبة وفية لمن حوله بالخير والسعادة، ومن منظوري الشخصي: أرى أن كل إنسان يستطيع وبكل معاني الحب للحياة ولمن حوله من بشر وما حوله من حيواناتٍ أليفة وغير أليفة، حتى الضارة منها، وما حوله من نباتات وأشجار وحتى الحجر والجمادات، في استشعار الإنسان لما أنعم الله عليه من عقل وقدرة على تحكم في ذلك العقل، يجعله قادراً على التأثر والتأثير فيمن حوله وفيما حوله، قادراً على جعل أخيه المسلم سعيداً، بكلمته الطيبة، قادراً على جعل جاره سعيداً، بابتسامته، بإفساحه له في المجالس، بتقريبه، قادراً على زرع البسمة في شفتيه وكأنه خلق بشفتين باسمتين تبهر النظر، وتجعل من الألفة بين المسلم وأخيه هدفاً لحياة الإنسان، حين يتعجب عقلي من نظرة الناس عموماً لذلك الذي لا يعرف الابتسامة إلا لمصالح سطحية، نجد أن الناس تحبه وتقدره، وذلك الباسم ينظرون إليه نظرة النشاز، وكأنه ماكر مخادع، مع العلم أنني لم أجد شخصاً له القدرة على الابتسام إلا وكل من حوله يبتسمون فيا له من أجر، ويا لها من سعادة، تغمره، وتخلق عالماً سعيداً من حوله.


وقد أثبتت دراسات متعددة أن العالم من حولك عبارة عن موجات أنت ترسلها، وترددات أنت تستقبلها، فكلما كان بثك لموجاتك سعيداً وصادقاً، كانت الترددات العائدة إليك مثلها أو أفضل، أياً كان نوع بثك، فإنك سوف تجد ردة الفعل بالمثل، وقد لا تظهر في بادئ الأمر، ولكنها سرعان ما تظهر على مشاعرك وعواطفك الداخلية، قبل الخارجية، فتجد أنك سعيداً ومتفائلاً بالصدق والسعادة في حياتك وحياة من حولك.


مما يدعوني إلى حثكم على جعل حياة من نعول حياة سعادة وصدق وهدوء وبر وإحسان ورحمة وسكون، منطلقين من دواخلنا حتى نصل إلى أجسادنا ثم ننطلق متوجهين إلى زوجاتنا، ثم باعثين بكل آيات ومعاني الأخلاق المحببة لربنا في أبنائنا، وفيمن حولنا مرة أخرى وفيما حولنا...


كتبه/ إسماعيل مثنى
السبت 22/6/1431هـ
الموافق 5/6/2010م

هناك تعليق واحد: